يا لبنان بحبك تتخلص الدني

أقامت إدارة ثانوية راهبات القلبين الأقدسين في الدامور ممثّلةً بالأخت راغدة الأسمر احتفالاً لمناسبة عيد الاستقلال الخامس والسبعين، وذلك يوم الجمعة الواقع فيه 23 / 11 / 2018 على أرض ملعبنا ومسرح صرحنا، وقد تميّز الاحتفال هذه السنة بحضور القائد المغوار سعادة النائب شامل روكز، كما وحضر رئيس المجلس البلديّ في الدامور الأستاذ شارل الغفري ممثّلاً بالكولونيل مخايل البستاني، ولجنة الأهل وعدد من الفاعليّات العسكريّة والاجتماعيّة.استقبلت رئيسة صرحنا سعادة النائب بحفاوة، أمّا التلاميذ فرحّبوا به بقلوبٍ تخفق فرحًا أمام هذا الرمز الوطنيّ الّذي أحبّ لبنان.

وتكريمًا للعلم اللبنانيّ، علّى التلاميذ في سماء صرحنا بالونات تحمل ألوان العلم اللبنانيّ، وحمامتَين رمزًا للسّلام علّه يخيّم فوق أرضنا.

افتتح الحفل بالنشيد الوطني اللبنانيّ، تلاه عرضٌ عسكريٌّ رائع ثمّ ألقت عريفة الحفل السيّدة رنا القزي كلمة وطنيّة نوّهت فيها بمعاني الاستقلال والسيادة والحريّة، وتضحيات الجيش في صون الأرض وحماية الاستقلال.

ثمّ ألقت رئيسة المدرسة الأخت راغدة الأسمر كلمة جاء فيها :

“اذا كان تاريخ الأمم والشعوب قد بدأ قبل آلاف السنين… فإنّ يوم الاستقلال لأي شعب هو بداية التاريخ الحقيقي لهذا الشعب… وكثيرة هي الأيام الوطنية والقومية في حياة الشعوب… ولكن يبقى ليوم الاستقلال تلك النكهة الخاصة والمعاني الخاصة… وكيف إذا كان الاستقلال الخامس والسبعون وبحضور رجل صلب وشجاع ومقدام كالعميد السابق النائب شامل روكز.

لا يمكن أن يمرّ عيد الاستقلال دون تقديم انحناءات الى من دفع الثمن بالدم، أي الشهداء الأبطال، وأردنا هذه السنة ان نقول فيهم كلامًا محقًا : “المضطهدون يتغيرون ويتبدلون، من دون ان يدركوا ان دماء الشهداء تقدم محبة لله والانسان… كل انسان، فدماء الشهداء والمضطهدين هي التي حولت روما، مضطهدة المسيحيين الأولى، الى عاصمتهم الروحية.

يغمرنا فرح مشاركة اخوة لنا في المواطنة، والايمان برسالة لبنان الانسانية والدفاع عن هذه الرسالة بالدم، الذي أريق فداء للبنان وللمشرق وللانسان”.

لا نحتفل اليوم بوهم بل باستقلال حقيقي على الرغم من جميع الأزمات التي يتخبّط بها وطننا، علمًا ان الأزمة مفيدة والفشل مفيد ايضًا، لأنه نقطة الانطلاق الى نجاحات ثابتة ومستمرة في التاريخ. وما يضمن لنا استمرارية هذا الاستقلال العظيم الذي سيتضاعف قوة وزخمًا، هو أنتم طلابنا لأنكم تجسدون الغد المشرق والطاقة المتجددة، أنتم الموجة الخضراء في هذا البلد، بلد الأرز.

لبنان قدره أن يعيش ابدًا في دائرة المخاطر لأنه بلد الحياة، والحياة لا تنمو الا في المخاطر والأزمات. وكل لحظة لنا في الحياة هي انتصار على قوى الموت، والاستقلال هو انتصار في كل لحظة على الفشل في المحافظة على هذا الاستقلال.

تحقق الهدف الوطني الكبير واستقلّ لبنان منذ خمسة وسبعين سنة… ولكن بقي هناك ذلك الهاجس بالسعي الدؤوب من اجل تعزيز وتكريس وصون الاستقلال الاقتصادي واستثمار الثروات الوطنية وتحقيق التنمية المستدامة… بحيث ان المعوقات الذاتية والموضوعية كانت وما زالت تقف حائلا امام تحقيق مثل تلك الأهداف …

أخيرًا وليس آخرًا، أتوجّه بالدعاء الى الله متوسّلةً اليه أن يحرّرنا من كل شكل من اشكال العبودية، والاحباط، وأن ننعم بحرية ابناء الله بالحق والكرامة وعيش القيم الانسانية والوطنية فيكون عيدنا بالاستقلال نابعًا من كياننا وحبنا للحياة.

عشتم بالاستقلال، عاشت مدرستنا وعاش لبنان سيدًا حرًّا مستقلًا.”

بعد الكلمات، قدّمت جوقة المدرسة باقةً من الأغاني الوطنيّة، ثمّ ألقت الطالبة كريستال مهنا كلمة نثريّة من الصفّ الثامن الأساسيّ “أ” و الطالبة جياني قزّي من الصفّ السابع الأساسيّ “أ” ألقت قصيدة رائعة.

وأنهى طلّاب الصفّ الثامن الأساسيّ الحفل بمشهد مسرحيّ لخّص حادثة تركَت في حياة ضيفنا بصماتها وكان له بعد هذا المشهد كلمة تفوح منها معاني الوطنيّة والشرف والوفاء لوطننا الحبيب لبنان.

في الختام، قدّمت رئيسة صرحنا الأخت راغدة الأسمر درعًا عربون محبّةٍ وتقدير لسعادة النائب شامل روكز، ولوحة زيتيّة لذكرى الاستقلال من إبداع طلّاب المرحلة المتوسّطة، وكتابًا بعنوان “مشاهير من لبنان” أعدّه طلّابنا بإشراف معلّماتهم وتوجيه إدارتهم.

في ختام هذا الحفل المميّز، شكرت إدارتنا سعادة النائب شامل روكز الّذي لبّى دعوتنا، وأضفى بحضوره المميّز على هذا العيد معانيَ وطنيّة سامية.

وشكرت أيضًا رئيس المجلس البلديّ في الدامور الأستاذ شارل الغفري ممثّلاً بالكولونيل مخايل البستاني الّذي لبّى دعوتنا.

كما وشكرت لجنة الأهل الّتي تدعم دائمًا نشاطاتنا، والمسؤولة عن قسم المرحلة المتوسّطة الآنسة كوزيت غنيمة الّتي تعبت ونظّمت هذا الحفل.

شكرت أيضًا جميع الأساتذة الّذيت حضّروا وتعبوا مع الطلّاب ليقدّموا أفضلَ ما عندهم بخاصّة:

* السيّد بسام البصار أستاذ الموسيقى.

* السيّد بيار كنعان أستاذ المسرح والرياضة.

* الآنسة سوار بو عقل مسؤولة الإخراج والتصوير.

* معلّمتي اللغة العربيّة السيّدة منى القزي والسيّدة رنا القزي اللّتين حضّرتا الكلمات النثريّة والشعريّة بإشراف منسّق اللغة العربيّة الدكتور الياس رزق.

* السيّدة روزي شعيا جحا مدرّسة المدنيات.

* السيّدة كارول فرنسيس معلّمة الرسم المبدعة.

* وجميع العاملين الّذين قدّموا يدَ العون لإنجاح هذا الحفل، ونخصّ بالذكر السيّد جوزيف سركيس.

وفي النهاية، لن ننسى طلّابنا الّذين كانوا بحقّ نبض هذا الحفل، وأمل المستقبل.

فهنيئًا لنا بهذه المدرسة !

وهنيئًا لنا برئيسة صرحنا الأخت راغدة الأسمر، لأنّها خير راهبة، فهي المربّية والقدوة والمثال لكلّ مَن حولها !

وهنيئًا لنا بعيد الاستقلال

وعاش لبنان سيّدًا حرًّا مستقلاًّ.

« of 3 »