بمباركة قلبي يسوع ومريم الأقدسين، نظّمت إدارة مدرستنا رحلة الى شمال لبنان، الزّاخر بأديرة الرهّبانيّة المارونيّة، جمعت العائلة التربويّة برئاسة الأمّ الفاضلة الأخت راغدة الأسمر الّتي توّجت رحلتنا يفيضٍ من روحها التّقيّة. محطّتنا الأولى رست في دير مار أليشاع النبيّ في وادي قنّوبين التّابع للرهبانيّة المارونيّة المريميّة، المغروز في وادي قاديشا، القائم منذ مطلع القرن الرابع عشر، والّذي عاش فيه قساوسة ونسّاك تعبّدوا اللّه بزهد بين حنايا الوادي المقدّس. إستهللنا اللّقاء بذبيحة إلهيّة ترأسّها الأب سليم بطّاني، راعي الرّحلة، في كنيسة الدّير، وقد دعا الحضور إلى اعتناق المحبّة طريقاً يقود إلى القداسة. تلت الذبيحة زيارة الى الدّير العريق وشرح مفصّل عن تاريخه، واللّافت أنّه كان موطن الحبيس أنطونيوس طربيه الّذي مكث فيه ثلاثاً وثلاثين سنة ودُفِنَ في غار طبيعيّ في كنيسة المحبة وقد بات قبره محجّة للمصلّين والزّائرين، ومن عجائب الطبيعة المسبحة الورديّة التي تكوّنت طبيعياً في سقف الدّير بفعل ترسّب حبيبات الماء الرّاشحة.
ثم انطلقنا نحو دير مطانيوس قزحيا، التّابع للرهبانيّة المارونيّة البلديّة، الرابض فوق هضبة من هضاب لبنان الأخضر، والملاصق لوادي قنّوبين المقدّس، والّذي يعتبر محجّة للمؤمنين في سائر المناطق التماساً لمعونات إلهية، حيث تمّ اللقاء مع الحبيس الأب يوحنا خوند الّذي كانت له مُداخلة بنّاءة تقود الى الحياة، وصولاً الى استقراره في دير مار مطانيوس وضلوعه في الحياة الرّهبانيّة المقدّسة.
بعد ذلك، تقاسمنا لقمة المحبّة، في مطعم « الوادي » – إهدن – في جوّ من الالفة والحبور زينتّه المشاعر الصّادقة والحضور المميّز.
وأخيراً، تمّت العودة إلى مركز الإنطلاق الى مدرسة القلبين الأقدسين في الدّامور، إلى هذا الصّرح الكبير براهباته، العامر بالمحبّة.
وبعد، يبقى الحجّ الى ديري مار اليشاع ومار انطونيوس قزحيا في وادي قنوبين صلاة تأمّل وخشوع وعودة الى الذّات لإرساء المحبّة في القلوب .